عبرت أسوار الوهم تنشد الحقيقة
ومضيت خلف حدود العقل لما فرض الواقع فرضا على غير
المأمول...
وطرد الأمنيات طردا ذليلا وما ترك لها خطا للرجوع مقبول ..
ولما استكان الحال لثقل الواقع الموصول... وجاوز في مداه بين الحامل
والمحمول... حدود الطاقة للعاقل والمعقول ...
هاربا من عقله لاجئا إلى الخيال المنقول
بغير العقل المعتقل في زنزانة المنطق المخذول...
بتأثير فرض الإقتدار المقتدر على الضعيف المستضعف ..
كفرض القتل من القاتل على المقتول ...
إليك أيتها الحقيقة تهفو الروح تطوي المسافات وأنت أقرب من حبل الوريد
لكنه النقاب على الأبصار تارة وعلى الأسماء تارة ..
فيا معاول الحق فتتي صخورا بلا مسامات ... يلامسها الماء تأبى النفاذ ..
واحفري فيها طريقا للحق ينفذ ودكي جدران السفه المعلل بالصمت ..
أنفذي يابصائر الحقيقة واخترقي حُجُبا توهمت البصر آخر مداركها ..لتدرك ما خلف الأنظار ..
أرأيت ياعليل ذاك الناظر بعينيه اشتبه الدلالة بالنظر فقال للأعمى
:جن الليل .. قال : وما الليل .. قال : ذهاب النهار ..قال : وما النهار ..قال : ماجعلني أقودك ولا تقودني ..
قال :فكلانا الآن أعمى!!
أتدرك ما وراء البصر ؟ إنها أبصار وبصيرة تشق عتمة الليل
وتدك جبال الوهم الراسي على العقول ...
جوارح فيك يامعلول .. تنقل الخبر هذا أبيض وذاك أسمر.. هذا طويل وذاك أقصر .. هذا جميل وذاك قبيح المنظر..
فقلتَ في نفسك أن الحق توكّد ..
فهل نقل منك شيء عن الماء أثر؟؟ .. فصار مافي غيره وليس فيه ..أبلغ الخبر ..
وقيل فيك ...فسر الماء بعد الجهد بالماء
فيا معلول اعتبر