فتنة المسيح الدجال في عصرنا الحالي
إن فتنة المسيح الدجال هي أن يفتن الإنسان في دينه بحيث يكون حاجات الإنسان الأساسية في كفة وكفره بالله في الكفة الأخرى، فمثلاً قصة أصحاب الأخدود عندما خيرهم الملك بين الموت حرقا في النار وبين الكفر بالله عز وجل هي شبيهه بفتنة المسيح الدجال، لأن المسيح الدجال حين يظهر يمتلك الدنيا كلها في يده فمن آمن به أعطاه الدنيا ونعيمها ومن كفر به حرمه من كل نعيم الدنيا حتى الحاجات الأساسية مثل الأكل والشرب. طعام المؤمنين يومها التسبيح والتهليل لأنه سيحرمهم من طعام الدنيا لأنهم كفروا به وآمنوا بالله.
وفتنة المسيح الدجال موجودة أيضا في زماننا هذا، فمثلا أمريكا في هذا الزمن تلعب دور المسيح الدجال و هي صنيعة الدجال فالدولة التي تؤمن بأمريكا وتدور في فلكها وتسمع وتطيع لها تمنحها أمريكا الحياة، وتمنحها التأييد الدولي في ظل النظام العالمي الجديد الذي تحكمه هي والدولة التي لا تسمع وتطيع تطبق عليها العقوبات الاقتصادية الصارمة ويموت أهلها جوعا كما يحدث في العراق وأفغانستان مثلا، أو تدبر لها المكائد والحروب .
كما أن فتنة المسيح الدجال أيضا موجودة في دولنا الإسلامية فالدولة الآن هي للباطل يحكمها الطواغيت فمن يؤمن بالعلمانية والحكم بغير ما أنزل الله ويكفر بالإسلام و يوالي أعداء الإسلام يولى أعلى المناصب ويمنح الألقاب والمزايا المختلفة. أما من يؤمن بالإسلام ويكفر بالطواغيت و يوالي المؤمنين يلقي به في غياهب السجون والمعتقلات وتشرد أسرته وتشوه سمعته فهو الإرهابي المتطرف المنغلق المتزمت المنخرط المستقطب الرجعي الذي يهدد المكتسبات الحضارية للدولة ويريد العودة بها إلي الوراء وكل ذلك ورآه عدو الله الدجال .
وفتنة المسيح الدجال موجودة فالمرأة المحجبة تخير بين نزع الحجاب وبين أن تفصل من عملها (تركيا). والرجل المسلم يخير بين ترك صلاة الجمعة أو الفصل من العمل(تونس وهناك تقام صلاة الجمعة على موعدين )والمستثمر المسلم يخير بين أكل الربا أو الموت جوعاً،(البنوك الربوية) والتلميذ المسلم يخير بين مسايرة أقرانه في المدرسة في الفساد والانحراف وبين أن يهجره أصحابه وأن يعيروه ليل نهار بأفظذع الألفاظ. وهكذا تتفاوت فتنة المسيح الدجال من حالة إلي أخرى ولكن هذه الفتنة لن تصل إلي قمتها وذروتها إلي حين ظهور الدجال شخصيا قبيل قيام الساعة.
إن صناعة الدجل والدجليين هي فتنة عظيمة أوقعت كثير من الناس وما أكثر الدجالين في عصرنا هذا فالحضارة أو بالأحرى الرجعية الشيطانية الغربية الرأسمالية تتسم بالتدجيل بأشياء كثيرة والتلبيس على الناس وتسمية ألأشياء بغير أسمائها وإطلاق الأسماء الخلابة البراقة على غير حقيقتها وبكثرة الاختلاف بين الباطن والظاهر وحلت الشعارات والفلسفات محل الأديان وسحرت النفوس والعقول وأحاطت بها هالات التمجيد والتقديس شعارات فارغة مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان مثلاً وهي كلها دجل في دجل وهي من صنيعة هذا اللعين وأتباعه . وهناك الكثير من المسميات التي تثمل الغز الفكري كحوار الديانات والحداثة وغيرها ....
فحقوق الإنسان لها عيون زرقاء وشعر أصفر فأين حقوق الإنسان عندما ضربت العراق بالقنابل النووية نعم النووية وأين حقوق الإنسان من شعبي العراق و أفغانستان اللذان يموتان جوعا وأين حقوق الإنسان من الشعب الفلسطيني المشرد وأين حقوق الإنسان من الشيشان و كشمير وكوسوفو والبوسنة والجزائر .... غير موجودة لان هذا اللعين يخطط لضرب الإسلام والمسلمين وإلا لماذا لا يحدث ذلك في أي مكان آخر من العالم لماذا؟؟