كتبهاعبد الغني العمري ، في 25 فبراير 2008 الساعة: 13:27 م
يختلف المسلمون فيما بينهم حول الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف : فمنهم من يقول بحِرمته و هم السلفية الوهابية ، و منهم من يقول بجوازه أو باستحبابه كالمتصوفة .
و لعلنا نذهب إلى موافقة الفريقين ، لكن لا بحسب ما يرونه . وذلك أن الفرح برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينبغي أن يكون مع الأنفاس لمن علم قدره . وهذا لا يُحتاج معه إلى تذكير سنوي كما هو جلي .
أما الضعفاء الذين يغفلون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأيام و الأسابيع و الشهور ، فيستحب لهم إقامة احتفال سنوي يذكرون فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يؤجرون عليه إن شاء الله ، ويجدون بركته يوم لا ينفع نسب إلا نسبه صلى الله عليه وآله وسلم .
وإذا كان الأمر على ما ذكرنا ، فلينظر المرء إلى نفسه وإلى أي الفريقين ينتمي. فإن كان ممن لا يغيبون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا عليه أن لا يحتفل بعيد المولد ، على أن لا ينكر على من هم دونه ؛ و إن كان من الغافلين فليلزم الاحتفال ، على أن لا ينكر على من هو فوقه .
فإن كان من المحتفلين ، فليراع أثناء احتفاله أن لا يقترف ما قد يغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من اختلاط وقول منكر وغير ذلك مما هو معلوم من الشرع ؛ لأن ذلك يناقض أصل الفرح برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه . و من يفعل ، فكأنما يَشهد على نفسه بالكذب و يُشهد الناس بعد ذلك .
أما الاشتغال بإيراد الأقوال المختلفة لفقهاء كل طائفة ، كلما دنا موعد المناسبة السعيدة ، فهو مما يشغل به إبليس الناس ليصرفهم عن معنى الفرح برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . و قد يبلغ بهم إلى درجة الوقيعة فيه صلى الله عليه وآله وسلم ، بدعوى وقاية الناس من الشرك ، كما سمعناه من كثيرين .
وما يعلم المساكين أي نفع يصيبهم إن نجا الناس بحسب زعمهم ، وخسروا رابطتهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !
فلتحرص أخي المسلم على نفسك ، و لتتثبت من أمرك ، ولا يغرنك قول فقيه ليس فقهه مبنيا على محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و تعظيمه . واستفت قلبك حين يفتيك المفتون .