أحيانا تظل فى حالة بحث دؤوبة عن حلول لما يعتريك من مشاكل وقد تلجأ الى مقدراتك الذاتية ظنا منك انك لن تألوا جهدا ولن تعجزك الظروف عن اكمال مسيرتك وهذا ما حدث معى ففى سبيل الخروج من حالة المديونية المالية والعجز المالى فكرت فى كل الطرق التى يمكن ان احقق بها دخل اضافى يعيننى على حل ضائقتى وكان الانترنيت فى متناول اليد ولذا كان هو الطريق الأكثر اقبالا بعد ان عجزت عن تحقيق تقدم فى طرق اخرى..
قرأت مرة اعلانا فى الانترنيت عن طريقة جديدة لكسب المال عبر الانترنيت وهى ما يسمى بالتسويق الشبكى ورغم اننى قرأت كثيرا عن ذلك ولكننى لم اقتنع ولكن هذه المرة وجدت ان الكلام مقنعا وجذابا وبالطبع يترك لك عنوان بريد اليكترونى لتقوم بمراسلته بموافقتك ورغبتك فى ممارسة تلك التجارة وفعلا قمت بمراسلة صاحب البريد ودارت عدة مراسلات بيننا ولكن قبل البداية الحقيقية وهى تحويل مبلغ من قبلى لصاحب البريد فوجئت برسالة من صاحب البريد يفيدنى بأنه قام بسؤال علماء عن شرعية هذا النوع من التجارة وانهم افتوا له بأن هذه التجارة لا تجوز وانها محرمة ولذا فقد خاطبنى ليعلمنى ببراءة ذمته من هذه التجارة وايقاف نشاطه تماما فيها ويطلب منى كذلك ان اتوقف …
ولما كنت فى حالة مالية سيئة جدا والديون تحاصرنى وراتبى لا يكفينى فقد قمت بمكاتبته مرارا وشرحت له حالى وان هذا امل بالنسبة لى وان الله قد اباح المحظورات عن الضرورة ودارت بيننا سجالات اقترح علي اخيرا اقتراح اذهلنى والجمنى وجلعنى اقف طويلا وافكر كثيرا قبل ان ارد عليه..
كانت هى سيدة من يكاتبنى وقد اقترحت على ان تساهم معى ماديا فى حل ضائقتى وكل ما علي القبول وارسال رقم حسابى عبر الايميل…
التربية الشرقية واحساس الرجل الشرقى الذى يرى لزاما عليه عون المرأة ودعمها والوقوف سندا لها والعيب فى تلقى العون من سيدة غريبة كل ذلك كان يلجمنى ويغلف عقلى ويفرض عليه جدارا سميكا من العزلة والرفض ويجعلنى فى لحظة احتقر نفسى كيف سنحت لى بشرح حالى للغرباء ولكن فى لحظة تذكرت قوله جل وعلا : {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
واستعدت سيرة السلف الصالح واقتنع قلبى بأنه لا حرج فى ذلك واننا مؤمنون والمؤمنون اخوة وقبلت دعوتها لتقديم العون لى ولن تصدقوا انها اوفت بعهدها ووعدها لى وحولت لى ما وعدت به على ان يكون شهريا عله يساعدنى على قضاء الديون والتحرر من بطاقات الائتمان اللعينة بتسديدها والخلاص منها …
حقا أحبتى ان الدنيا ما زالت بخير وانك لن تعلم من أين يأتيك الخير وهذا يعنى ان الانترنيت ليس كله شر محض ففيه ما لا نتوقع من الخير والله …
ليتنا جميعا أحبتى نأخذ درسا من حالتى ومن هذه السيدة ونقدم العون لغيرنا فمثل قد يساعد بدراهم قليلة ولكنها تفيد آخرين وهكذا …
والحمد لله اننا من امة مازالت تتكافل وتتكاتف وتتعاون على الخير …