الصمت لم يعد حكمة !!!

الصمت لم يعد حكمة

لنصدّق الكلام الذي جاء على لسان مقدمة نشرة الثامنة فريدة بلقسّام أمسية اغتيال المدير العام للأمن الوطني، من أن قاتل العقيد علي تونسي أصيب لحظة ارتكابه الجريمة بما يشبه نوبة جنون... لنصدّق هذا الكلام من منطق أن الذي يرتكب حماقة بهذا الحجم لا يمكن أن يكون طبيعيا ولا متّزنا ولا عاقلا، لكن بالمقابل ألا يحق لنا التساؤل عما إذا كان بالإمكان أن يصل في دولة مؤسسات من هم معرّضون لاهتزازات نفسية بهذا المستوى الفادح، إلى تبوّأ مسؤوليات بهذا الحجم وداخل جهاز حساس مثل جهاز الأمن؟.. المؤكد أن هناك خللا جسيما قد عشّش في أوصال أجهزة الدولة ''نقطة تعجب''.
لن أكون مبالغا إذا قلت إن خبر اغتيال المرحوم علي تونسي، انتشر بسرعة البرق بمختلف الولايات قبل أن تشرع في بثه مكتوبا كخبر عاجل في أسفل الشاشة قناتا الجزيرة والعربية وقنوات عالمية أخرى. وبموازاة ذلك بقي الإعلام الوطني الثقيل غائبا وبعيدا عن الحدث خمس ساعات كاملة بعد وقوع الجريمة، لتبث بعد كل هذه الساعات وكالة الأنباء الجزائرية خبر ما وقع، فهل هذا معقول في زمن ''غوغل''؟!
ما ينبغي أن يعرفه الجميع ويعيه الجميع، وفي مقدمة هذا الجميع مسؤولو الدولة وصناع قرارها على وجه الدقة، أن الإعلام في أيامنا هو وزارة الدفاع الحقيقية، حتى ولو كان في نظر السلطة الحاكمة لا يتعدى حجم كتابة دولة لدى الوزير الأول، بعد أن ظل ولسنوات طويلة وزارة من وزارات السيادة... لو كان بالإمكان قياس حجم القلق الذي انتاب الجزائريين في أعقاب اغتيال العقيد علي تونسي بالأطنان أو الكيلومترات المكعبة، لتعرض مسؤولو البلد إلى حالات إغماء، لكن من أين لهم أن يشعروا، وهم الذين ينتمون لعصر آخر غير عصر ''الأنترنيت''، وعالم آخر غير عالم ''غوغل''؟
هل لنا أن ندرك أن حادثة اغتيال المدير العام للأمن الوطني المرحوم علي تونسي، أخطر من حادثة اغتيال رئيس المجلس الأعلى للدولة، المرحوم محمد بوضياف، لأن الأخيرة سجلت في ظروف كان البلد فيها تائها وضائعا بكل المقاييس والاحتمالات، أما حادثة أول أمس، فوقعت في وقت أصبحت فيه المؤسسات الأمنية متحكّمة في الأوضاع بمستوى لا يختلف فيه عاقلان.
الآن... وأمام هذا الخواء الإعلامي الخطير، كيف ستواجه السلطة الحاكمة التداعيات والقراءات والتحاليل الإعلامية التي ستلاحق دون شك حادثة اغتيال المدير العام للأمن الوطني؟
المؤكد أن السلطة ستلجأ، كما عودتنا في مثل هذه المواقف، إلى الصمت.. لكن عليها أن تعي وتدرك أن الصمت في أيامنا هذه أصبح عجزا مخزيا وليس حكمة، كما تحاول أن توحي بذلك.

بارك الله فيك اخي جاليلو على الطرح
المميز
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

you're welcome

bilal

3andek essah jalilo

الصمت لم يعد حكمة !!!

merci bcp

2r1 merci puor le passage

» @ لغة أنين الصمت @
» ما فوائد الصمت؟؟؟
» ~~ْْ ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ أع ــــشق الصمت ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~
» ماذا تفعل اذا كان الصمت طبعك ???
» حكمة اليوم