قبل تعريف الخجل وادراك ميكانيزماته النفسية السوية أو المرضية...لابد من التمييز بين حالتين للخجل في الحياة اليومية للانسان :وهي
الحالة الأولى : الخجل اللحظي المرتبط بموقف معين (مثلا عند فعل خطأ غير مبرر أو ترك واجب من الواجبات الضرورية وهو خجل سوي وطبيعي ولولاه لما كانت المسؤولية وهو مقارب في فعله لتسمية الحياء.
الحالة الثانية : الخجل الدائم وهو نوع منحرف من الانطوائية والميل الى التوحد
ولاشك أن هاتين الحالتين تتفرع عنها حالات كثيرة لكن الأهم لدينا هو جرد الخطوط العريضة للظاهرة دون الالمام بأدق التفاصيل
بالنسبة للحالة الأولى أقترح وضع مفهوم الخجل من منظور فلسفي وهو منظور الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر وهو يقول بهذا الصدد مامعناه "يحدث الخجل لما يتحول الانسان من ذات الى موضوع" ولنفهم هذا التعريف أطرح مثالا
**
مثلا أنا في الغرفة اشاهد التلفاز وأغلق علي الباب
أخي يرصدني من ثقب الباب
من الذات ومن الموضوع ؟
أكيد أخي الاصغر هو الذات لأنه هو الذي يقوم بعملية المراقبة
وأنا هو الموضوع لأنني تقع علي عملية المراقبة
فجأة تكتشف أمي فعلة أخي وتضبطه متلبسا
أكيد سيشعر بالخجل لأنه تحول من ذات الى موضوع
فأمي هي الذات الآن
وأخي هو الموضوع
**
ولهذا فان تحولنا من ذوات الى ومواضيع أمام الغير هو سبب الخجل حيث يقول سارتر في نفس الموضوع "نظرة الآخر تشيئني وتفقدني الراحة والتلقائية" ومعنى تشيئني أي تحولني الى شيء
ويقول أنصار المذهب الوجودي وهو مذهب سارتر أن الجحيم هو الآخر
ولهذا لتجنب الخجل والرعشة
يجب أن يرسخ الواحد منا في ذهنه أنه هو الذات وأن الآخرين هم المواضيع
واذا حدث مثلا أن طلبوا مني ان استظهر قصيدة شعر أو أن ألقي كلمة أمام عدد كبير من الناس
لا أشعر بالخجل المرضي لأنني اعتبر ان الآخرين أشياء مؤقتا ريثما يتنهي العمل.
وهذه أفضل طريقة لتجنب الخجل
وللموضوع بقية انتظروني