روبوتـ يخدمكـ ...{فهل} تصدقـ ؟؟؟
توصّل باحثون في جامعة «شربروك» في مقاطعة «كيبك» الكندية أخيراً الى اختراع روبوت
يدار من بُعد («تلي روبوت» Telerobot)، وكشفوا عنه أمام حشد من الخبراء والأساتذة وطلاب الجامعات ووسائل الإعلام.
ويتألف من محرك آلي موصول بنظام «فيديو عبر الهاتف» («فيديو كونفرانس»Videoconference)، مع كاميرا على درجة عالية من الدقة والوضوح وشاشة كبيرة تظهر عليها المعلومات كافة. كما جُهز الروبوت بهاتف يتولى مهمة «المدير الآلي»، إذ يسيّر الروبوت، كما يتدخل بسرعة فائقة في الحالات الطارئة. ويمكن الوصول الى الهاتف من خلال شبكة الانترنت أيضاً. ويعمل الروبوت على الطاقة الكهربائية، التي تأتيه إما من التيار مباشرة أو من خلال بطارية يمكن شحنها تكراراً، ما يضمن أن تستمر خدمته على مدار الساعة. وخُصّص أساساً لمساعدة للمرضى العاجزين عن الحركة أو للمسنين أو للمعوقين جسدياً إذ يوفر لهم خدمة متقدمة جداً في مجال «الصحة من بُعد».
وأشار الباحثون ان هذا الاختراع جاء نتيجة جهود استمرت سنوات طويلة، وتشارك في انجازه اختصاصيون في المحركات الكهربائية وخبراء في الميكانيك وعلوم العيادات الطبية، إضافة الى اختصاصيي الروبوت والمعلوماتية والاتصالات الهاتفية.
ويعتبر هذا الإنجاز العلمي أولاً من نوعه إذ لم يسبق أن اخترع روبوت متحرك يدار بالهواتف، ويتخصّص في العناية الصحية في المنازل.
وأشار أحد المشاركين في هذا الاختراع، وهو باتريك بواسي أستاذ في جامعة شربروك واختصاصي في «الصحة من بُعد»، «أن هذا الروبوت يستعمل في منزل المريض أو المقعد أو المعوق جسدياً الذي لا تسمح حالته الصحية بالذهاب الى العيادة أو المستشفى لتلقى الاستشارات أو للتشخيص أو للحصول على الوصفات الطبية». وأضاف: « الروبوت اصبح واسطة العقد بين الطبيب والمريض، ما يعني أنه اصبح مرشحاً ليكون ضيفاً دائماً في منازل المرضى والمقعدين مستقبلاً».
وفي هذا الصدد، يرى بعض الخبراء ان الروبوت سيستمر في سحب البساط تدريجاً من تحت أقدام الأطباء، خلال السنوات القليلة المقبلة. ويعتقد بواسي «أن هذا الروبوت على الرغم من منظره الغريب، يؤكد القدرات الطبية المتقدمة للأجهزة المؤتمتة التي تُديرها أنظمة معلوماتية متخصصة في الذكاء الاصطناعي. لقد نجح في أداء مهامه بالمقارنة مع البشر... وظهر ذلك خلال اختبارات ناجحة على عشرات الأشخاص. وقال: «نعمل اليوم على إخراج نموذج آخر مبسط وعملي ومظهره مختلف وأصغر حجماً وأكثر تطوراً ويمكن ان يطرح في الأسواق الطبية التجارية بحدود العام 2010 وبكلفة لا تتجاوز 12 ألف دولار».
ويرى خبراء «الصحة من بُعد» ان هذا النموذج الطبي الآلي «لم يعد وهماً وانما حقيقة علمية راهنة وسينتشر سريعاً في معظم البلدان، وخصوصاً في الدول الصناعية الكبرى التي تشهد نمواً كبيراً في أوساط المسنين والعجزة».
وتشير إحصاءات «منظمة الصحة العالمية» التابعة للأمم المتحدة الى ان 10 في المئة من سكان الكوكب راهناً تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، وان هذه النسبة مرشحة لأن تتضاعف قبل نهاية العام 2050.
وتورد الإحصاءات عينها أن ربع سكان اليابان سيبلغ سن 65 عاما بحلول العم 2010. لذا يرى خبراء في المنظمة ان الروبوت سيكون في غضون سنوات قليلة في طليعة الوسائل التكنولوجية الأكثر تطوراً في تأمين الخدمات الطبية وتوفير الأمن الصحي للمرضى والمسنين والعجزة والمعاقين، وسيعمل على تحذير هؤلاء من المخاطر المميتة من خلال قياس حرارتهم وضغطهم بشكل دوري بين الحين والآخر.
ويقدر الخبراء ان سوق الاستثمار العالمي للخدمات الصحية في المنازل الرقمية سيصل الى 1.2 بليون دولار في العام 2010، وان الروبوت سيغير بشكل ثوري نظام العناية الصحية التقليدي، وكذلك الحال بالنسبة لمجمل الأنشطة الصناعية والعسكرية والفضائية والذرية والخدمات المنزلية والترفيهية. ووصف هؤلاء الروبوت بأنه «سيكون الإنجاز التكنولوجي الأبرز في القرن الحادي والعشرين»