والصلاة و السلام على سيدنا و نبينا و حبيبنا و شفيعنا و إمامنا و مولانا محمد عليه أزكى الصلاة و أبهى السلام
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
أما بعد
تؤكد احصائيات حديثة صادرة عن منظمة الصحة العالمية تزايد حالات السرطان حيث يتسبب في وفاة نحو 8 ملايين شخص سنوياً ويمثل نسبة 53،3% من الإناث ونحو 10% من الرجال.
وتؤكد التقارير أن هناك نحو 21 مليون شخص يموتون سنوياً لأسباب سرطانية.. ولتفادي الإصابة بالسرطان علينا تغيير سلوكيات معيشتنا وعدم التدخين وتناول الكحول والمخدرات والتواجد في بيئة نظيفة ومحاربة التلوث وأيضاً عدم زيادة الوزن.. تعتبر الأمراض السرطانية من الأمراض الخطيرة، التي تمثل مشكلة صحية متزايدة، وهي ليست مقتصرة علي الدول النامية بل تصل أعلي معدلات الإصابة بها في الدول المتقدمة، ونتيجة للتقدم في سن المواطنين سواء في الدول المتقدمة أو الدول النامية حيث يصل متوسط سن المواطن من 85 عاما إلي 90 عاما وفيها تزيد نسبة الإصابة بالمرض الي ثلاثة أو أربعة أضعاف النسبة في الدول النامية علي اعتبار أن الأمراض السرطانية من أمراض الشيخوخة.
ويعتبر مرض السرطان ثالث سبب للوفاة في الدول النامية بعد الأمراض المتوسطة وأمراض القلب والشرايين، ولكنه ثاني سبب وفاة في الدول المتقدمة بعد أمراض القلب والشرايين، والأمراض السرطانية في الدول العربية تحتل نسبا مختلفة بين الفئات العمرية، فالأطفال حتي 20 عاما يحتلون نسبة 6% من إجمالي المصابين بالأمراض السرطانية، والفئة العمرية من 20 عاما إلي 60 عاما يحتلون نسبة 74% وهي النسبة الأكبر، أما الفئة العمرية من 60 عاما فما فوق فتحتل نسبة 20% من نسبة إجمالي مرضي السرطان.
يقول د. طارق خيري أستاذ مساعد بقسم الجراحة معهد الأورام القومي بجامعة القاهرة إن الأمراض السرطانية في حالة تزايد مستمر حيث تسجل سنويا ما يقرب من 60 إلي 65 ألف حالة جديدة وينال الرجال النصيب الأكبر من الأمراض السرطانية المختلفة حيث تشكل نسبة الذكور المصابين بمرض السرطان 50% من إجمالي عدد المصابين ،والسرطان بشكل عام يرجع إلي عدة عوامل تسهم في وجوده إما أن تكون عوامل مجتمعة أو منفردة، ومنها العامل الوراثي أي التاريخ المرضي الوراثي وعامل السمنة وعامل عدم الزواج أو الزواج في سن متأخرة وعامل عدم الإنجاب والأطعمة المجهزة والمهدرجة ومياه الشرب الملوثة أيضا الضغط النفسي الاكتئاب فهو من العوامل المهمة والتي تؤثر تأثيرا قويا في الشخص وتجعله أكثر عرضه للمرض من الشخص المتفائل وأيضا التدخين،فنسبة مرضي السرطان من المدخنين 99% والنسبة لغير المدخنين هي 1% حيث يسهم التدخين بطريقة مباشرة في الإصابة بسرطان الرئة، والأمراض القلبية والشرايين وهي أكثر الأسباب التي تعرض المريض للوفاة هذا بجانب عدم ممارسة الرياضة وضعف المناعة بشكل عام. وحتي الآن لا توجد أعراض لمرض السرطان ولهذا يجب علي أي شخص يعاني من أي شكوي مرضية مستجدة عليه وتستمر معه أكثر من أسبوعين، التوجه علي الفور الي الطبيب المختص في الأورام لإجراء الفحص الدقيق الكامل عليه، وتحديد حالته الصحية وفي حالة التأكد من الإصابة بالمرض فسوف تصبح نسبة الشفاء عالية جدا وذلك لاكتشافه في مراحله الأولي.
ولكن للأسف هذا عكس ما يحدث،حيث إن الثقافة الطبية لدي معظم المرضي تجعلهم يتجهون نحو اتجاهات خاطئة ونوع من التكاسل والاهمال واللا مبالاة. بالإضافة إلي بعض الأطباء غير المتخصصين والذين يسهمون في التشخيص المتأخر وذلك من خلال طمأنة المريض وإعطائه بعض العقاقير غير المجدية مما يترتب عليه التأخر في اكتشاف المرض من 6 أشهر الي سنة مما يقلل نسبة الشفاء.
ويؤكد أن سرطان الثدي هو النوع الأكثر انتشارا بين سيدات الدول العربية اليوم حيث تبلغ نسبته 4,18% من نسبة الأمراض السرطانية، ولأن الثدي هو العضو الجمالي للمرأة وعملية استئصاله تؤثر في نفسيتها وتضعف مناعتها مما يجعل انتشار المرض يتزايد ومنها فلابد أن تحرص كل سيدة علي متابعة وفحص نفسها شهريا بعد الدورة الشهرية وعمل أشعة علي الثدي بدءا من سن 30 عاما كل ثلاث سنوات بصفة مستمرة، والتوجه الي الطبيب المختص في الأورام عند ملاحظة أي تغيير غير طبيعي يطرأ علي الثدي، حتي يحدد إما أن يكون كيسا دهنيا عاديا أو ورما سرطانيا، والفرق بينهما أن الكيس الدهني لا يحدث فيه تغيير في الحجم إلا تغييرا ضئيلا جدا جدا 2 مللي كل سنتين أما الورم السرطاني فيتغير حجمه، ويكبر سريعا خلال شهر واحد.
ولهذا فكلمة السر تكمن في الأكتشاف المبكر حيث تكون نسبة الشفاء في المرحلة الأولي عالية من 90% إي 95% وفي المرحلة الثانية من 50% إلي 60% وتتلخص في إجراء عملية صغيرة في الثدي وأخذ العلاج الكيميائي والإشعاعي والهرموني أما إذا اكتشف الورم في المرحلة الثالثة أو الرابعة فتكون نسبة الشفاء ضعيفة من 10% إلي 30% حيث نقوم في البداية بأخذ ثلاث دورات من العلاج الكيميائي من شأنها تعقيم الجسم من انتشار المرض وأيضا تصغير حجم الورم الموجود بالثدي ثم نقوم بإجراء عملية الاستئصال.
ويوضح د. أحمد سليم أستاذ علاج الأورام، بكلية الطبجامعة القاهرة بعض التعليمات والنصائح العالمية الحديثة في طب الأورام حيث إنه كان في السابق ينصح بإجراء استئصال جراحي لأورام الثدي في مراحلها الأولي بالإضافة للعلاج الكيميائي والإشعاعي أما في حالة انتشار المرض خارج الثدي فلا ينصح بإجراء عملية والأكتفاء فقط بالعلاج الكيميائي الإشعاعي والهرموني ولكن التعليمات الحديثة أثبتت أنه حتي في حالات السرطان المنتشر فأن الاستئصال الورم في حالات السرطان المنتشر يكون أفضل من الحالات التي لم يتم استئصال فيها وهذا الأمر خاص فقط بأورام الثدي وأن هذه القاعدة لا تنطبق علي الأورام الأخري.
أيضا يجب علي السيدة المصابة بأورام الثدي قياس نسبة فيتامين د. في الدم بصور دورية كل ثلاث سنوات،وذلك للحفاظ علي مستوي فيتامين د. في الدم من 30 الي 60 نانو جراما وحرصها علي تناول فيتامين د. خارجيا علي هيئة أقراص إذا كان المستوي أقل من 30 نانو جراماً حتي تصل إلي المعدل المطلوب وذلك حتي نقلل من نسبة ارتجاع الورم في الثدي الآخر بنسبة50.
اما بالنسبة لحالات الصهد والسخونة التي تعاني منها السيدات بعد العلاج الهرموني والتي تشبه أعراض انقطاع الطمث فقد اكتشف طب الأبحاث أدوية جديدة مفيدة لعلاج الصهد والسخونة.
وهي عقاقير غير هرمونية ولم تكن موجودة من قبل عامين حيث كانت السيدات يتناولن في الماضي أدوية هرمونية لعلاج هذه الأعراض ولكن بات حديثا أن الأدوية الهرمونية ممنوعة في أورام الثدي لأنها تحفز، وتزود، وتنشط المرض.
أما بالنسبة للمرضي الذين يتناولون العلاج الكيميائي والذين يعانون من وجود حالة من القيء قد تستمر من ثلاثة إلي أربعة أيام بعد العلاج الكيميائي والذي قد يستمر 6 أشهر وأكثر فهناك موانع للقيء وهذا حدث جيد إذا ما استخدمت الجرعات بصورة صحيحة.
أيضا من النصائح المهمة التي خرجت من مؤتمر الجمعية الأمريكية للأورام هذا العام أنه لا فائدة من متابعة دلالات الأورام CA125 الدائمة والتي تعمل بصورة شهرية بعد عمليات استئصال أورام المبايض عند النساء مما كان يكلف المريضة تكلفة عالية دون أي فائدة لا علي صحة المريضة، ولا في معرفة احتمالات عودة المرض من عدمه أيضا هناك اكتشاف حديث وهو تحليل في الدم يدعي OVAL أو فاوان حيث من الممكن استخدامه لتشخيص الأجسام الغريبة والأورام في المبايض ومعرفة نوعها إذا كانت حميدة أو كانت خبيثة قبل الدخول في إجراء استئصال وقبل تناول علاج الأورام.
شكوي المريض
ويضيف د. طارق خيري أنه من أكثر السرطانات المنتشرة في مصر سرطان المثانة حيث تبلغ نسبته 3,18% من حالات السرطان في مصر وغالبا ما يرجع سببه إلي البلهارسيا، وتتمثل شكوي المريض في حرقان في البول أو دم أو افرازات في البول، وهنا يجب علي الفور عمل منظار لمعرفة ما إذاكان المريض يحتاج إلي جراحة استئصال المثانة أم يحتاج إلي منظار حيث في بعض حالات سرطان المثانة يمكن للمريض التماثل للشفاء بالمنظار فقط،ثم الحقن في بعض الأحيان بـ BCG ست مرات في المثانة كي يساعد علي شفاء السرطان السطحي للمثانة وأيضا لتقوية مناعة المريض.
إما بالنسبة لحالات سرطان المثانة العميقة أو غير السطحية فنقوم باستئصال كلي للمثانة وتحويل مجري البول أما أن يكون تحويلا سطحيا وإما أن يكون تحوي داخليا، أما في حالات صغر حجم الورم فنقوم بعمل مثانة صناعية عند الأمعاء الدقيقة ووضعها في آخر مجري البول ومنها فالمريض يتبول طبيعيا، وعن المشكلة التي تواجه المريض بعد إجراء العمليات الجراحية فهي عدم التحكم في البول والضعف الجنسي.
وعن الجديد في طرق العلاج، فمازال العلاج المناعي تحت التجربة هو علاج معقد جدا والهدف منه تقوية الجهاز المناعي للإنسان وليس الوقاية من المرض وذلك من خلال أخذ الجينات الضعيفة غير القادرة علي مقاومة المرض وإجراء مضاعفات لها وإعادة حقنها للجسم ومنها تصبح المناعة قوية بشرط أن تكون هذه الخلايا تابعة لنفس المريض حتي لا يرفضها الجسم وحتي الآن لم تظهر نتيجة العلاج حيث لم يمر سوي عامين تقريبا علي تلك التجربة وعادة لاتظهر النتيجة إلا بعد خمس سنوات.
أما عن الخلايا الجذعية فمازالت في إطار البحث،وفكرتها أن المرض يرجع نتيجة لجذر مريض للخلايا الموجودة في جسم الإنسان فلو استطاعنا أن نستأصله فبذلك نستطيع أن نشفي المريض وإذا ظهر في مكان اخر فذلك يرجع الي جذور هذا المرض في جسم المريض وفكرته مثل فكرة العلاج المناعي حيث نأخذ الخلايا الجذعية من المريض نفسه من النخاع الشوكي بشرط ان تكون غير متأثرة بالمرض ثم نقوم بتقويتها، ومضاعفتها، وإرجاعها إلي جسم المريض مرة أخري أو إعطائه خلايا من الجنين، ومنها فتكون مقاومة الشخص أقوي، حيث من الممكن التغلب علي المرض وبهذا نستطيع أن نهزمه بطريقة غير مباشرة للعلاج علي أساس تقوية المناعة.
وينصح الخبراء بالإبقاء علي الرشاقة قدر المستطاع وعدم الإكثار من السكريات وممارسة الرياضة وتناول غذاء متوازن والإكثار من الفواكه والخضراوات، وأشاروا إلي أن الحمل المبكر والولادة من أحد أسباب تفادي سرطان الثدي للإناث.