تتوقف مهام الهواتف الذكية على إذاعة الموسيقى ومساعدتك على تحديد موقع المطعم القريب منك، ولكنّها أيضاً تؤدِّي مهام عادية، مثل إيقاظك من النوم في الصباح.
من الشائع أن يستيقظ الناس من نومهم على نغمات صوت الجرس الإلكتروني في هواتفهم المحمولة. وهذا يثير التساؤل عما إذا كان الوقت قد حان لوضع المنبه/ الساعة العادي في قائمة الكائنات المهددة بالإنقراض، وعلى أية حال فقد تلاشت الآلة الكاتبة عن الأبصار بعد أن حل محلها جهاز الكمبيوتر المكتبي، وبالتالي: هل حانت لحظة التقاعد عن العمل بالنسبة إلى المنبه الذي يوضع بجوار الفراش؟
لم تعد شركة صناعة الأجهزة المنزلية الألمانية "براون" تضع أجهزة المنبه في قائمة خطوط منتجاتها، وقامت بمنح ترخيص تصنيع المنبه التقليدي الذي كانت تنتجه لشركات أخرى منذ العام الماضي، وتقوم الآن شركة بريطانية بتسويقه، ولكن ما الذي أدى إلى هذا التطوّر؟
يجيب عن السؤال لارس أتوف المتحدّث بإسم الشركة قائلاً إن عملية إنتاج المنبه التقليدي لم تعد تنتمي إلى أنشطة الشركة الرئيسية، ويؤكّد أنّه باستطاعة العلماء أن يشتروا المنبه من المتاجر، ويعرب أتوف عن إعتقاده بأنّ الساعات المنبه ستفسح الطريق في المستقبل أمام عصر الهاتف المحمول.
ويمكن العثور على المنبه التقليدي الذي كانت تنتجه هذه الشركة في كتالوغات شركة "مانيوفاكتوم" المتخصّصة في بيع الأدوات ذات التصميم الكلاسيكي، وتطرح هذه الشركة ساعة منبه مصنوعة يدوياً يبلغ سعرها بالتجزئة 364 دولاراً، وتصنع هذه الساعة الفضية المستديرة شركة صغيرة في سويسرا تسمى "لووبينج" وتنتجها على أساس تصميم يرجع لعام 1932. ويصف الكتالوغ هذه الساعة المنبه بأنّها "منتج يقوم على صناعة ساعات جادة" ولها مكان آمن في عصرنا الرقمي، ويقول إدغار سوتر مالك شركة "لووبينج" إنّ هذه الساعة المنبه يدوية الصنع تلقى رواجاً كبيراً، مشيراً إلى أنّ الساعة التي تعمل بنظام الزمبرك يمكن لأي ساعاتي إصلاحها إذا تعرضت لأي خلل، بينما يقف الساعاتي عاجزاً في حالة إصابة الساعة الكوارتز بكسر.
وكان سوتر قد اشترى شركة "لووبينج" عام 1982 بعد أن تعرضت للإفلاس وحوَّلها إلى قصة نجاح، وامتلأت دفاتر الطب على ساعاتها لمدة عامين مقدماً، ويؤكّد سوتر أنّه والموظفين السبعة الذين يعملون لديه هم الأشخاص الوحيدون في العالم الذين يصنعون ساعات منبه يدوية ذات نوعية عالية، ومن المدهش أن الساعات التي تنتجها شركته لا تحدث صوتاً في أثناء دوران عقاربها.
ولا يزال فريدريش بشهوف صاحب متجر برلين يحصل على الكثير من الزبائن الذين يبحثون عن أسلوب قديم لإيقاظهم من النوم، ويتماثل ذلك مع الأشخاص الذين لا يزالون يفضّلون الساعات التي تُملأ باليد بدلاً من تلك التي تعمل بالبطاريات، وفي هذا الصدد يقول بيشهوف إنّه دائماً ما تكون هناك اتّجاهات تسبح ضد التيار.
ومن المعتقد وسط الدوائر المهنية أنّ الساعة المنبه اختُرعت في الولايات المتحدة في القرن الثامن عشر، وازدادت أهميتها في عصر التصنيع، حيث ساعدت العمال في المصانع على التوجه إلى أعمالهم في الوقت المطلوب.
وثمة نوعان من الساعة المنبه: الأولى التي توضع على الطاولة والثانية التي تستخدم في أوقات السفر، وتمتع جهاز المذياع المزود بساعة منبه بواجهة رقمية برواج كبير في الثمانينيات من القرن الماضي، واليوم يمكن لمثل هذه الأجهزة أن تسجل الموسيقى وتذيعها.
ويقول جواشيم دانكلمان مدير الرابطة الألمانية لصناع الحلي والساعات إنّه من الطبيعي أن تستمر مبيعات الساعات المنبه، وهو لا يعتقد أنّ الساعة المنبه التي توضع بجوار السرير تتعرّض لخطر الإنقراض، ويضيف أنّه لا يوجد الكثير من الأشخاص الذين يتجهون لوضع هواتفهم المحمولة بجوار فراشهم نظراً لما يتردد من وجود مخاطر صحّية لذلك.
وتوضّح جمعية أبحاث المستهلك في تحقيق لها أنّ الطلب على ساعات المذياع المنبه لا يتزايد. ويقول أرندت بوليفكه مدير التسويق إن سوق مثل هذا النوع من الساعات في حال إستقرار. وفي العام الماضي تم بيع 1.9 مليون مذياع منبه في ألمانيا وحدها، لكن هذا الرقم لا يوضح ما إذا كان الناس يفضّلون إستخدام منبهات جداتهم القديمة أم أنّهم يستخدمون هواتفهم المحمولة عند السفر إلى الخارج.