كيف نحتفل بالمولد النّبويّ الشّريف؟
الاحتفال بالمولد النّبويّ عادة حسنة وفضيلة كبيرة
يتساءل الكثير من المواطنين عن الكيفية المُثلَى للاحتفال بمولد سيِّد الخلق حبيبنا المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، باعتبار أن احتفالنا بمولده صلّى الله عليه وسلّم يعني أن نظهر الفرح والسرور وأن نشكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة نعمة مبعث سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم.
يؤكّد الشيخ شمس الدِّين بوروبي أنّ الاحتفال بمولده صلّى الله عليه وسلّم عادة حسنة وفضيلة كبيرة من مفاخر الأمّة الجزائرية أنّها جعلته يومًا خاصًا محترمًا وعطلة مدفوعة الأجر احترامًا لهذا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وأوضح الشيخ شمس الدِّين أن مفهوم المولد النّبويّ ينقسم إلى قسمين: الأوّل: هو فرح المسلم بولادة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والفرح يكون على مستوى القلب وهذا القدر من الاحتفال واجب على كل مسلم، وهو قدر فطري في نفس كل مؤمن، فلا تجد مسلمًا مهمَا كان حتّى ولو كان عاصيًا لا يشعر بفرح عند سماعه لمولد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، إذن الفرح القلبي بولادة النّبيّ الكريم واجب وفطرة. والثاني: التعبير عن هذا الفرح، وقد أجاز بعضه علماؤنا وحرّموا بعضه الآخر، فالتعبير عن الفرح بمولده صلّى الله عليه وسلّم لا بد أن يكون بما هو مباح في شريعته وليس بما هو مكروه أو مُحرَّم. وأشار الشيخ إلى أنّ الاحتفال بالمولد النّبويّ الشّريف ليس له كيفية مخصوصة لا بد من الالتزام أو إلزام النّاس بها، بل عن كل ما يدعو إلى الخير ويجمَع النّاس على الهدى ويرشدهم إلى ما فيه منفعتهم في دينهم ودنياهم يحصل به تحقيق المقصود من المولد النّبويّ الشّريف، فلو اجتمع النّاس على قراءة المدائح الّتي فيها ذكر الحبيب صلّى الله عليه وسلّم وفضله وجهاده وخصائصه، ولو اجتمعوا على قراءة مولده، ولو أقام الأئمة والدعاة المواعظ والدروس في سيرته، ولو تحرّكَت الجمعيات الخيرية نحو اليتامى والمساكين والمرضى في المستشفيات، كل ذلك داخل في حكم الاحتفال بمولده صلّى الله عليه وسلّم، بل كان من عادة أمّهاتنا تنظيف البيوت والأثاث وتلميع النحاس خصيصًا لمولده، وهذه النظافة من شريعته فينظفون بيوتهم لاستقبال مولده حُبًّا في النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. واعتبر الشيخ شمس الدّين أنّ القاعدة في موضوع الاحتفال هي أنّ كلّ ما يجوز فعله طيلة السنة يجوز فعله ليلة المولد النّبويّ الشّريف، فإطعام الطعام مثلاً هل يجوز فعله سائر العام؟ نعم يجوز إطعام الطعام ليلة مولده، أما البدع المنكرة الّتي تقع في المولد وخارج المولد فلاَ شكّ أنّها منكرة لأنّها بدع منكرة وتزيد نكارتها إذا فعلت في مولده عليه الصّلاة والسّلام لأن علماء أهل السنّة فرّقوا بين الليلة المباركة وما يقع فيها، فالليلة تبقَى مباركة، أمّا ما يقع فيها ففيه الخير وضدّه، والمسلم يلتزم الخير ويبتعد عن ضدِّه. واستنكر على مَن يُحرِّمون الاحتفال بمولده بحجة وقوع بعض المخالفات فيه بقوله ''هذا العلم غير موجود إلاّ في عقول الجُفات القُساة الّذين يُخصِّصون احتفالات كبيرة لزعمائهم فإذا تعلّق الأمر بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قالوا هذا بدعة''؟ موضّحًا أنّه كلّما زاد تعلّق النّاس بالمولد النّبويّ الشّريف وحتّى إشعال الشُّموع وفرقعة المفرقعات لا يفعلها النّاس إلاّ بدافع محبّتِهم للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد تقع بعض الحوادث الّتي سببها سوء استعمال أدوات الاحتفال كما تقع آلاف حوادث السيارات، فهل نُحرِّم ركوب السيارات أم نُحذِّر من سوء السياقة؟ وكما تقع حوادث بسبب الغاز فهل نُحرِّم على النّاس إدخال الغاز لبيوتهم؟