الوعد........بقلمى

عصفت به وفاة والدته المفاجئه كالاعصار الذى اجتاح حياته فدمرها على حين غفلة منه ، فلم يكادا يفرحان بتخرجه بتفوق بعد معاناة والدته الكبيرة خلال السنوات السابقه حتى يكمل تعليمه ، حتى جاء مرضها القاتل وقضى عليها خلال ايام قليله.

أظلمت الدنيا حوله فترة طويله لم يستطع حتى حسابها ، قضاها وحيدا يتذكر حب والدته الكبيرومواقفها وتضحياتها الرائعه معه منذ كان صغيرا بعد وفاة والده ، وحمايتها الكبيرة له دوما ، ورفضها الزواج لتكرس كل حياتها له ،وتفانيها فى رعايته .

وبعدما بدأ يخرج من دوامة الحزن التى لفته ، تذكر بعض كلماتها التى دأبت على تكرارها فى ايام مرضها الاخيرة ، وحرصها على أن يعدها بالتخلص من صندوق الاوراق فى غرفتها دون ان يفتحه ، وكيف انه من أصرارها على ذلك وافق وأقسم على تنفيذ رغبتها، ولكن الان اصبح الفضول يقتله لكى يعرف ما الذى ارادت والدته ان تخفيه عنه حتى بعد وفاتها ترى هل كانت متزوجه وتخفى عنه ؟

وما الذى يمكن ان تخفيه فى حياتها المثاليه وتفانيها وزهدها فى الحياه.....ولكنه وعدها بل وأقسم على تنفيذ ما طلبت ،ظل أياما تأكله الحيرة هل ينفذ وصية والدته ويظل لبقية حياته يندم على عدم معرفته بالسر؟ ،أم يخلف وعده ويعرف الحقيقه التى لا يعتقد انها عاديه ؟ ،وبعد صراع طويل كان يمنعه حتى من الاقتراب من غرفتها، قرر أن يفتح الصندوق ويعرف السر.

وليكفر عن حنثه باليمين وليسامحه الله على نكثه لوعده، فهو لا يستطيع الصبر ولا تنفيذ الوعد ،وحين إقترب من الصندوق ، إزدادت ضربات قلبه حتى احس ان الدنيا كلها تسمعه وترى ما سيفعل ،وحتى عندما حمله بين يديه تردد فى أذنيه صوت امه وهى توصيه بالتخلص منه دون فتحه ،هم بالتراجع .....ولكنه عاد وبسرعه محطما القفل الذى يغلق الصندوق ، حتى تحطم الصندوق نفسه من شدة انفعاله ، حينها لم يرى فيه الا بعض أوراق الصحف القديمه الصفراء ، تعجب ماذا فى هذه الاوراق خشيت امه ان يطلع عليه او يؤذيه ما بها ؟

تصفحها بسرعه عله يفهم السر،وتعجب مما رأى كانت كلها قصاصات جرائد قديمه تحكى عن حادثة قتل بشعه راح ضحيتها والده عندما كان هو رضيعا ، وعجز التحقيقات عن معرفة القاتل ، بالرغم من فترة التحريات الطويله وشكهم فى زوجته ، إلا انه لنقص الادله لم تتم إدانتها،

ولكن ما حطمه بحق ورقه صغيرة باليه تحت كل الاوراق كتب عليها بخط مرتعش كلمتين فقط

( زوجتى قتلتنى)

أظلمت الدنيا فى عينيه ، ودارت به الارض حتى سقط مغشيا عليه ....وحين أفاق....

لم تعد دنياه كما كانت من قبل .