كل من شاهد مباراة الكلاسكو الأخيرة بين برشلونة وريال مدريد لحساب الدوري الأسباني حصل على فرصته في التّصالح مع الكرة الجميلة.
كرة الجمال والدّلال، كرة الأكادمية اللتّي ذكرتنا في زمن خلناه انه اندثر ولن يعود، عصر حمل بصمات هولندية للعملاق أياكس السّبعينية بنقرات كروية للأسطورة البرتقالية يوهان كرويف، و بتعليمات وتوّجهات تباعاً لكلّ من الروماني كوفاكس والهولندي ميكيلس. وبقيت الكرة العالمية على عطشها طيلة سبعة وعشرين سنة ليشهد عالم المستديرة احياء الزمن الغابر والرائع من خلال سمفونية كتالونية نموذجية وضع سلّمها الموسيقي فورديولا المتأثر بأفكار كريوف وجسّد ايقاعها ثنائي اسباني من أروع ما يكون متمثلاٌ في تشافي و انيستا ورسم تفاعلاتها وأنغامها الجوهرة التي تطرب النفوس، المعدن الذي لا ينضب من تدّفق سيلان الموهبة، انه ترب الندى الخارج عن دائرة المنافسة ولا توجد منه نسخة كربونية واحدة في عالمنا الكروي الحالي. مدرسة الأرجنتين أهدت لنا سابقا العبقري ماردونا وتهدينا حاضراً الخرافي ميسي ألذي سيحطّم كلّ الارقام التاريخية للعملاق الكتالوني اذا ما واصل على نفس هذه الوتيرة . سيد اسبانيا الاول فوزا بلقب الدوري وسلطان القارة الأوروبية ألقابا عاش كابوسا كما لم يعشه أبداً.
البعض يقول ان الريال تعّرض للخسارة بالسّتة من فضلكم، وبالتالي لا غرابة في مباراة الأمس . و نحن نردّ بأن الريال لم يسبق له أبدا ابدا أن شلّت حركاته وسكناته مثلما حصل له في الكلاسيكو الأخير. و قف عاجزا فاقدا للروح منبهرا في وقت من الاوقات بأداء الغريم الكتالوني . كان هناك احساس عند لاعبي العاصمة بالفشل الذريع منذ بداية المباراة.
النجوم المدريدية الأغلى ماليا في العالم تحوّلت الى كتلة كرتونية لا تملك مقوّمات المقاومة، فخرج رونالدو عن النّص وضاع مورينيو في الزحام وكان كرافاليو أوهام لتتكسر شراء الريال تحت تأثير الامواج الكتالونية ويخسر الرئيس بيريز حلم تعديل الكّفة في فترته الرئاسية للنادي المدريدي عند مواجهته لنادي برشلونة.