BilalM شعلة المنتدى
المشاركات : 5781 العمر : 113 الموقع : www.newjil.yoo7.com العمل/الترفيه : متفرّغ للتصميم المزاج : coOol السٌّمعَة : 24 نقاط التميز : 15343
| موضوع: بدأ الإسلام غريباّ وسيعود غريباّ فطوبى للغرباء الإثنين مارس 28, 2011 8:09 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( بدأ الإسلام غريبا ً،وسيعود غريبا ً، فطوبى للغرباء) ومعنى ,بدأ الإسلام غريباّ ,أن الإسلام جاء على حين فترة من الرسل ، والناس فى ضلالة عمياء وجهالة جهلاء ، فلا حدود ولا قيود ولا أخلاق ، فأعرض عنه المتكبرون والمتجبِّرون والباغون فى الأرض ، واستجاب له فى أول الأمر قلة مُسْتضعفون ، تعرّضَوا للإضطهاد والتعذيب والمقاومة ، حتى إضطروا أن يستخفوا بدينهم حينا ً، وأن يتحملوا مقاطعة الناس لهم حينا ً، وأن يهاجروا أكثر من مرة ، ومنهم من قُتل فى سبيل دينه, ثم ظهر الإسلام ، وعز وانتصر، وجاء الفتح الأكبر,ونزل قول الله سبحانه وتعالى(إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا )وسيعود غريباّ كما بدأ، وهذه أشارة إلى ما ظهر فى الناس بعد ذلك من الفتن والضلال عن الصراط المستقيم ، والإستجابة للشهوات والأهواء وكثرة الطوائف والفرق ، مع مابينها من إختلاف وتشاحن,
وإذا كانت الكثرة قد إنحرفت ، فإن طائفة مؤمنة تبقى على يقينها وإيمانها ، وهى التى أشار إليها سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه (بقوله لاتزال طائفة من أمتى ظاهرين على ، الحق ، لايضرهم من خذلهم ، ولا من خالفهم ، حتى يأتى أمر الله وهم على ذلك )وقد سُئل الرسول عن الغرباء ، فقال, الذين يحيون ما أمات الناس من سُنَّتى,والمعروف أن الصالحين فى زمن الفتن يكونون غُرباء مُعَرَّضين لهجوم المُتطاولين وسُخرية الساخرين ، وأنهم يُعانون فى سبيل المحافظة على عقيدتهم ودينهم ومبادئهم,وعن النبى صلى الله عليه وسلم قال( يأتى على الناس زمان القابض فيه كالقابض على الجمر)فطوبى للغرباء, قيل إن طوبى, شجرة فى الجنة ,وقيل أن طوبى هو كل مُسْتطاب فى الجنة ,الغرباء هم أهل الاستقامة,وأن الجنة والسعادة للغرباء,الذين يصلحون عند فساد الناس,إذا تغيرت الأحوال والتبست الأمور,وقل أهل الخير ثبتوا على الحق ,واستقاموا على دين الله ووحدوا الله وأخلصوا له العبادة ,واستقاموا على الصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر أمور الدين, هؤلاء هم الغرباء,فالإسلام بدأ قليلاّ غريباّ في مكة لم يؤمن به إلا القليل، وأكثر الخلق عادوه وعاندوا النبي صلى الله عليه وسلم وآذوه، وآذوا أصحابه الذين أسلموا، ثم إنتقل إلى المدينة مهاجراّ ,وانتقل معه من قدر من أصحابه، وكان غريبا أيضاّ حتى كثر أهله في المدينة ،ثم دخل الناس في دين الله أفواجا،فأوله كان غريباّ بين الناس,وأكثر الخلق على الكفر بالله والشرك, وعبادة الأصنام,ثم هدى الله من هدى على يد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ,وعلى يد أصحابه ,فدخلوا في دين الله,وأخلصوا العبادة لله وتركوا عبادة الأصنام والأوثان , فصاروا لايعبدون إلا الله وحده,لا يصلون ,ولا يسجدون إلا لله,ولا يتوجهون بالدعاء,والاستعانة وطلب الشفاء,إلا لله سبحانه وتعالى،لا يسألون أصحاب القبور، ولا يستغيثون بالأصنام والأشجار والجن والملائكة,بل لا يعبدون إلا الله وحده سبحانه وتعالى،هؤلاء هم الغرباء,وهكذا في آخر الزمان هم الذين يستقيمون على دين الله ,عندما يكفر الناس، وعندما تكثر معاصيهم وشرورهم يستقيم هؤلاء الغرباء على طاعة الله ودينه,فلهم الجنة والسعادة ولهم العاقبة الحميدة في الدنيا وفي الآخرة.
نسأل الله جل جلاله أن يوفقنا للإعتصام بحبله ، والإستمساك بشرعته ، والإهتداء بهدى رسوله عليه الصلاة والسلام. | |
|