قياس الزلازل
وقد
كانت ملاحظة موجات الزلازل تتم بهذه الطريقة وبعدة طرق أخرى لعدة قرون،
وفي الثمانينات من القرن التاسع عشر، تمكن عالم الجيولوجيا الإنجليزي جون
ميلن عام 1266هـ-1850م / 1331 هـ-1913م من اختراع آلة تسجيل زلازل تعتبر
رائدة من نوعها ألا وهي مقياس الزلازل، وهي عبارة عن بندول بسيط وإبرة
معلقة فوق لوح زجاجي. وقد كان هذا المقياس هو أول آلة من نوعها تتيح
التفرقة بين موجات الزلازل الأولية والثانوية. أما مقياس الزلازل المعاصر
فقد اخترعه في القرن العشرين عالم الزلازل الروسي الأمير بوريس جوليتزين
عام 1278هـ-1862م / 1334 هـ-1916م. وقد استخدم في هذه الآلة بندولا
مغناطيسيا معلقا بين قطبي مغناطيس كهربائي، وقد كان هذا الاختراع فتحا في
أبحاث الزلازل في العصر الحديث.
مقياس ريختر
ثم
تمكن علماء الزلازل بعد ذلك من اختراع مقياسين لمساعدتهم في قياس كم
الزلازل. أحدهما هو مقياس ريختر نسبة للعالم تشارليز فرانسيس ريختر عام
1317هـ-1900م / 1405 هـ-1985م الذي قام بصنعه. وهو جهاز يقوم ب قياس
الطاقة المنبعثة من بؤرة أو مركز الزلزال. وهذا الجهاز عبارة عن مقياس
لوغاريتمي من 1 إلى 9، حيث يكون الزلزال الذي قوته 7 درجات أقوى عشر مرات
من زلزال قوته 6 درجات، وأقوى 100 مرة من زلزال قوته 5 درجات، وأقوى 1000
مرة من زلزال قوته 4 درجات وهكذا. ويقدر عدد الزلازل التي يبلغ مقياس
قوتها من 5 إلى 6 درجات والتي تحدث سنويا على مستوى العالم حوالي 800
زلزال بينما يقع حوالي 50.000 زلزال تبلغ قوتها من 3 إلى 4 درجات سنويا ،
كما يقع زلزال واحد سنويا تبلغ قوته من 8 إلى 9 درجات. ومن الناحية
النظرية، ليس لمقياس ريختر درجة نهاية محددة ولكن في عام 1979 وقع زلزال
قوته 8.5 درجة وساد الاعتقاد بأنه أقوى زلزال يمكن أن يحدث. ومنذ ذلك
الحين، مكنت التطورات التي حدثت في تقنيات قياس الزلازل علماء الزلازل من
إدخال تعديلات على المقياس حيث يعتقد الآن بأن درجة 9.5 هي الحد العملي
للمقياس. وبناء على المقياس الجديد المعدل، تم تعديل قوة زلزال سان
فرانسيسكو الذي وقع عام 1906 من 8.3 إلى 7.9 درجة بينما زادت قوة زلزال
ألاسكا الذي وقع عام 1383هـ / 1964 م من 8.4 إلى 9.2 درجة.
د رجة ميركالي
أما
المقياس الآخر وهو اختراع العالم الإيطالي جيوسيب ميركالي عام 1266هـ-1850
/ 1332 هـ-1914 ويقيس قوة الاهتزاز بدرجات من I حتى XII. وحيث أن تأثيرات
الزلزال تقل بالبعد عن مركز الزلزال، فتعتمد درجات ميركالي المخصصة لقياس
الزلازل على الموقع الذي يتم فيه القياس. فمثلا تعتبر الدرجة 1 زلزال يشعر
به عدد قليل جدا من الناس بينما تعتبر الدرجة XII زلزالا مدمرا يؤدي إلى
إحداث دمار شامل. أما درجات القوة II إلى III فتعادل زلزالا قوته من 3 إلى
4 درجات بمقياس ريختر، بينما تعادل الدرجات من XI إلى XII بمقياس ميركالي
زلزالا قوته من 8 إلى 9 درجات بمقياس ريختر.