الامام علي عليه السلام في آراء الخلفاء تأليف العلامة الشيخ مهدي فقيه ايماني ترجمة الشيخ يحيى كمالي البحراني مؤسسة المعارف الاسلامية
--------------------------------------------------------------------------------
[ 2 ]
فقيه ايمانى، مهدى الامام على عليه السلام في آراء الخلفاء / تأليف مهدى فقيه ايماني: ترجمه يحيى كمالي - قم: مؤسسة المعارف الاسلامية، 1420 ق - 1378. 224 ص - (بنياد معارف اسلامي: 93) 9 - 50 - 6289 - 964: ISBN فهرستنويسى بر اساس اطلاعات فيپا. عنوان اصلى: امام امير المؤمنين على عليه السلام از ديدگاه خلفا - عربي. كتابنامه به صورت زير نويس. 1. على بن ابي طالب (ع)، امام اول، 32 قبل از هجرت - 40 ق - خلفا - 2 - خلفاى راشيدن. الف. كمالي بحراني يحيى، 1342 - مترجم. ب. بنياد معارف اسلامي ج عنوان. 8043 الف 7 ف / 35 / 951 37 792 / BP 1378 ع ت / الف 794 ف كتابخانه ملى ايران ع ت / الف 794 ف 6997 - 78 م هوية الكتاب: إسم الكتاب: الامام على عليه السلام في آراء الخلفاء. تأليف: مهدي الفقيه ايماني. ترجمة: يحيى كمالي البحراني. نشر: مؤسسة المعارف الاسلامية. الطبعة: الاولى 1420 ه. ق. المطبعة: پاسدار اسلام. العدد: 2000 نسخة. شابك 9 - 50 - 6289 - 964 9 469 - 9826 - 05 - ISBN
--------------------------------------------------------------------------------
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------
[ 5 ]
مقدمة الناشر بسم الله الرحمن الرحيم لا شك ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وحهه شخصية فذة نادرة، وحياته مليئة بما يعجب الانسان ويستوقفه، ومن غريب خصائصه اعتراف أعدائه بفضله مع اصرارهم على استمرار العداء له. وقد قيل في حقه: ان محبيه اخفوا فضائله خوفا ومبغضيه أخفوها بغضا، ومع ذلك فقد ملات الخافقين. وليس السبب الوحيد فيه بعض النوافذ التي افتتحت في طول تاريخ السلطنة الغاشمة، بل ان السبب الاهم هو علو شان الامام، وكمال عظمته ورفعته في سماء المجد والكرامة، وتنمره في ذات الله، والتفاته حول الحق، والتفاف الحق حوله يدور حيثما دار - كما قال الرسول الاكرم صلى الله عليه واله - والحق يعلو ولا يعلى عليه، وللحق دولة وللباطل جولة، فالشمس لا تبقى مغيبة تحت الغيوم وان كانت كثيفة سوداء، فلا بد لليل أن ينجلي، ولا بد للحق ان يبدو للتاريخ رغم كل المحاولات البغيضة الحاقدة، والامام نور الله في الارض، ويابى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. وهذا هو الامر الذي اضطر مناوئيه ومنافسيه أن يعترفوا بفضله القاهر، ومقامه المنيع. فالانسان مهما كان مستسلما لا هوائه، غامرا في طغيانه ووقوفه بوجه الحق الناصع، فان له مواقف يضطر فيها الى العودة إلى فطرته، والرجوع إلى رشده، والخضوع أمام الحق، وهذا هو الذي اضطر بعض المشركين المتعصبين الغالين في عدائهم للرسول صلى الله عليه واله وللكتاب العزيز الذي أذل كبرياءهم، وأرغم انوفهم الى الاعتراف بان اعلاه لمغدق وأسفله لمورق، وانه يعلو ولا يعلى عليه، وهذا هو شان كل حق يحاول الانسان الطاغي أمام ربه وآيات ربه أن ينكره ويستكبره بوجهه. والكتاب الذي بين يديك محاولة لاستخراج اعترافات المناوئين والمنافسين
--------------------------------------------------------------------------------
[ 6 ]
للامام كرم الله وجهه، وكذلك اعترافات من تبعوا ذلك الخط واستمروا في السلطة الجابرة والجائرة باسم الخلافة، ولا شك ان ما لم يسجله التاريخ من اعترافات الخلفاء بهذا الشان أكثر بكثير ولكنه غيض من فيض. عملنا في الكتاب: 1 - كان المعتمد عند المؤلف استخراج الاحاديث من المخطوطات والكتب المطبوعة قديما، وهذا مما يصعب على القارئ مراجعتها أو عدم توفرها لديه، فقمنا باستخراجها من المصادر نفسها ومن طبعاتها الحديثة المتناولة بين الايدي. 2 - تكثير المصادر قدر المستطاع. 3 - رأينا في بعض الموارد أن المؤلف قد اكتفى بذكر قسم من الحديث مما هو بيت القصيد فيه، ولما كان الحديث بكامله بتضمن مناقب وفضائل اخرى لامير المؤمنين الامام علي عليه السلام أوردناه كاملا تتميما للفائدة، وتكميلا للحجة. 4 - أثبتنا تعليقات موجزة على بعض المواضيع والاحاديث التي رأينا فيها الحاجة إلى التوضيح والتفسير، ورمزنا إلى ذلك بكلمة المعرب. ومؤسسة المعارف الاسلامية إذ تشكر الجهود التي بذلها سماحة العلامة الحجة الشيخ محمد مهدي الفقيه إيماني الاصفهاني حفظه الله تعالى وفضيلة الشيخ الفاضل يحيى الكمالي البحراني حيث أرجعه إلى العربية، وكذلك تشكر الفاضلين محمود البدري وفارس حسون كريم لجهودهما المشكورة في مراجعة واخراج هذا الكتاب، تبتهل إلى الله تعالى أن يوفق الجميع للاستمرار على خط الولاء لاهل البيت عليهم السلام، وخدمة الدين الحنيف على ضوء مذهب الامام وأهل بيته، والاشادة بفضائلهم ومكارمهم انه قريب مجيب. ومما تجرد الاشارة إليه ان هذا المشروع قد انجز بمساهمة مباركة من ثلث المرحوم الحاج عباس غلوم شرف وعقيلته غفر الله لهما وتغمدهما برحمته الواسعة.
--------------------------------------------------------------------------------
[ 7 ]
المقدمة قال أبو بكر: " أيها الناس، عليكم بعلي بن أبي طالب، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: علي خير من طلعت عليه الشمس وغربت بعدي ". قال عمر بن الخطاب: " والله لو لا سيف علي لما قدم عمود الاسلام، وهو بعد أقضى الامة، ذو سابقتها وذو شرفها ". قال عثمان بن عفان: " سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: النظر إلى علي عبادة ". قال معاوية بن أبي سفيان: " ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب ". ما أقول - أنا الضعيف - فيمن أنزل الله تعالى فيه (ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عند علم الكتاب) (1) ؟ تلاحظ في هذه الاية الكريمة أن الله عز وجل جعل نفسه وكذا الذي عنده علم الكتاب - يعنى الامام علي عليه السلام العالم باسرار القرآن وعلومه - شاهدين على نبوة
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الرعد: 34. (*)
--------------------------------------------------------------------------------
[ 8 ]
رسوله الكريم صلى الله عليه واله (1). وصرح تعالى عزه بانه وعليا عليه السلام شاهدان على صدق رسول الله صلى الله عليه واله في دعوته ورسالته. وما أقول فيمن قال فيه رسول الله صلى الله عليه واله: إن الله جعل لاخي علي فضائل لا تحصى كثرة. فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر. ثم قال صلى الله عليه واله: النظر إلى أخي علي عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه (2). وعندما نلقي نظرة على ما ورد من الدلائل الباهرة، والبراهين الواضحة الغنية في القرآن والسنة والتاريخ والمصادر السنية والشيعية وكذا في كتب الخوارج التي تضمنت موضوع الامامة والخلافة بشكل عام وإمامة الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وولايته بشكل خاص بكونه الخليفة والوصي لرسول الله صلى الله عليه واله لم نر في شئ منها أي إيهام أو إجمال حتى يتذرع به المنحرفون عن علي عليه السلام ويجعلونه وسيلة وتبريرا لانحرافهم عنه وعدائهم له ومناوئتهم إياه عليه السلام.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) شواهد التنزيل 1: 400 - 405 ح 422 - 427 وقد أخرج الحديث من سبعة طرق، النور المشتعل " من كتاب ما نزل من القرآن في علي ": 125، المناقب لابن المعازلي: 313 ح 358، الجامع لاحكام القرآن 9: 336، ينابيع المودة: 102، تفسير الكشف والبيان 1: 258 النسخة الخطية، توضيح الدلائل لشهاب الدين: 163 (انظر ملحقات إحقاق الحق 20: 77)، المناقب المرتضوية للكشفي: 49، روضة الاحباب: وقائع سنة 9، مفتاح النجاة: 40 النسخة الخطية، أرجح المطالب: 86 أخره عن الثعلبي وابن المغازلي. (2) المناقب للخوارزمي: 32 ح 2، كفاية الطالب للكنجي: 252 باب 62، فرائد السمطين 1: 19، ارجح المطالب: 11، وجميعهم نقلوا عن المناقب لحسن بن أحمد العطار الهمداني شيخ القرطبي، المتوفى 569 ه. (*)
--------------------------------------------------------------------------------
[ 9 ]
وهكذا حينما ننصت إلى قوله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) (1) نشاهد أن الله عز وجل يحذر نبيه الكريم صلى الله عليه واله ويخبره بان الهادي هو الله عز وجل. وإذا استمعنا إلى مقالة الامام علي عليه السلام الذي قال: لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافق على أن يحبني ما أحبني، وذلك انه قضي فانقضى على لسان النبي الامي صلى الله عليه واله انه قال: يا علي، لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق (2) لعلمنا بان تغيير باطن المنحرفين عن أمير المؤمنين علي عليه السلام، وتبديل أعدائه إلى شيعة له ومخالفيه إلى موافقين له يبدو من المحالات، ولعرفنا أن جميع الطرق والسبل والذرائع حتى الكتب التي الفت خصيصا بهذا الموضوع لعاجزة عن هدايتهم. ولكنا اعتمادا على المثل المشهور " الفضل ما شهدت به الاعداء " وانطلاقا من مبدأ " الزموهم بما التزم به الخصم " وإتماما للحجة على الخصم المخالف من شتى الجهات العقائدية والعملية، اضطررنا إلى تأليف هذا الكتاب، والذي يتضمن في ثناياه روايات وأحاديث خلفاء أهل السنة تروي لنا اعترافاتهم بافضلية الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام واختصاصه بالفضائل والمناقب التي امتاز بها. وكلنا أمل في أن يصبح هذا الكتاب بابا مفتوحا أمام المثقفين الواعين الذين وضعوا عن أنفسهم اصر العصبية الجلفاء والتبعية العمياء لاسلافهم المقتدين بالخلفاء المختلقين، ومن ثم يتداركوا مسؤوليتهم الحقيقية ووظيفتهم المصيرية في المجالات العقائدية والعملية، ويعلموا أخيرا أن عاقبة التعصب واتخاذ موقف الحياد في العمل بالوظائف الدينية، لم تكن إلا الهزيمة والقهقراء الديني والموت الجاهلي، ومن بعده الانزلاق في نار جهنم.
--------------------------------------------------------------------------------
(1